من أعظم أسباب العفة غض البصر الذي أمر الله به بقوله: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ، قيل ليحيى عليه السلام:ما بدء الزنا؟ قال: النظر والتمني، وقال الفضيل بن عياض: يقول إبليس –أي عن النظر- هو قوسي القديمة وسهمي الذي لا أخطئ به، ويقول الإمام ابن القيم رحمه الله: "والنظرة أصل عامة الحوادث التي تصيب الإنسان، فالنظرة تولد خطرة ثم تولد الخطرة فكرة، ثم تولد الفكرة شهوة، ثم تولد الشهوة إرادة، ثم تقوى فتصير عزيمة جازمة، فيقع الفعل ولابد ما لم يمنع منه مانع، وفي هذا قيل: الصبر على غض البصر أيسر من الصبر على ألم ما بعده". 
الجهاد حصن الأمة المتين الذي تساقطت عند عتباته كل محاولات اختراقه، فبالجهاد رفعت راية الأمة خفاقة في سماء العزة والإباء، به خرست ألسنة الكافرين، وكبتت قلوب المنافقين، وذلت هامات المكذبين، ونكست رايات المعاندين، وعلا الحق في جميع أرجاء المعمورة.
بيت الله الحرام وضع الله له في قلوب المسلمين حباً جماً عظيماً، فهم يقطعون المسافات البعيدة ويتجشمون عناء البعد، ويتجرعون مرارة طول الطريق وكل ذلك للوصول إلى بيت الله الحرام، فالفالح هو من ناجى مولاه ومرغ جبينه وأسبل دموعه في أرض بيت الله الحرام.
الصيام عبادة يختص بها العلام فهي له وحده دون غيره وهو الذي يجزي به من بحر جوده وكرمه، فجعل باباً في الجنة لا يدخل منه إلا الصائمون، واختص الله الصائم بفرحتين لا يفرحهما أحد غيره، فكم هي الأجور التي يحصدها الصائمون بصيامهم...
بالزكاة تصفو الأموال من الأدناس والأوساخ، وبها يتضاعف المال ويتكاثر عند الله، وبها يتحقق مبدأ الإخاء والمساواة، والرحمة والمواساة، فيرحم الغني الفقير، ويحب الفقير الغني، وبها يعيش المجتمع تحت ظل شجرة وارفة الظلال تسمى المحبة...
الصلاة بها تصفو القلوب، وتنشرح الصدور، وتبتهج النفوس، وتقر العيون، بها ينتهي صاحبها عن الفواحش والمنكرات، ويرث الفردوس وأعلى الدرجات، وبها يسهل حسابه يوم الحشر والزلات، فهي كالوسام على صدر المؤمن، يتميز بها عن غيره من أصحاب الملل والديانات الأخرى...
